تطوير المهارات

 

هل تقدمت لطلب وظيفة ولاحظت وجود بند “المهارات التي تمتلكها” لوهلة قد تعتقد بأن هذه الجملة تعني المهارات المهنية فقط، ولكن هذا في الماضي. الأن أصبحت المهارات الشخصية والفكرية جزئيًا اساسيًا من أي سيرة ذاتية مهنية. لنيل أي وظيفة كانت فتطوير المهارات الشخصية بجانب المهارات العملية هو الأساس.

في هذا المقال سنتطرق إلى ماهية المهارات تعريفها وأهميتها.

تعريف المهارات

هي كل المعارف والمعلومات التي يجب أن يمتلكها الشخص. هذه المهارات مهمة لأداء مهام أو وظائف في حياتنا اليومية، أو لمواجهة تحديات. يمكن تعلم هذه المهارات من خلال وسائل مختلفة مثل: الدورات أو التدريب والتعلم.

لماذا يجب تطوير المهارات؟

كون المهارات أصبحت جزء كبير من الحياة الشخصية والعملية، فيجيب التكيف مع المتغيرات الحاصلة في السوق العمل، وهذا من شأنه زيادة فرص النجاح وبالتالي الحصول على ترقية، كما أنها تساعد على التحفيز النفسي والثقة في مواجهة أي تحدي.

ما هي استخدامات المهارات؟

تُوظف المهارات بكفاءة  في مجالات مختلفة من الحياة ، منها:

  • أداء وظائف أو مهام محددة كالتصميم، أو البرمجة، أو الطبخ، أو التعليم.
  • تحقيق الأهداف الشخصية وتطوير هواية مثل الرسم أو العزف، أو لتعلم لغة جديدة.
  • حل المشكلات سواء كانت شخصية أو مهنية.
  • التواصل بشكل فعال مع الآخرين سواء عبر الكتابة، أو التحدث أمام الجمهور، أو مهارات التعامل مع الغير.

أنواع المهارات

المهارات العامة كثيرة ومتنوعة ولكن هنالك أيضًا مهارات تكون متخصصة في المجال الدراسي والمهني، ولكن سنتطرق إلى مجموعة من المهارات العامة التي يجب اتقانها بجانب المهارات المخصوصة لوظائف، مثل:

المهارات التقنية: تكون هذه مختصة في أحد المجالات التقنية مثل: البرمجة، والتصميم الجرافيكي، وتحليل البيانات.

المهارات الإدارية: إتقان المهارات الإدارية مثل: إدارة الوقت، والتخطيط الاستراتيجي، وإدارة المشاريع، يساهم في إنجاز الأعمال بيسر.

المهارات الشخصية: مهارات التواصل الفعال، والعمل الجماعي، والقيادة مهمة جدًا في بناء الشخصية والتمييز.

المهارات الإبداعية: التفكير الابتكاري، وحل المشكلات بطرق غير تقليدية.

المهارات اللغوية: تعلم لغات جديدة وتحسين مهارات الكتابة والتحدث، يكسبك أفضلية على الباقيين.

 

كيف تنمي مهاراتك الشخصية؟

الإلتزام والجدية هي بداية تطور المهارات الشخصية بنجاح. تحقيق ذلك يتم من اتباع هذه الخطوات:

  • التقييم الذاتي: يتم عبر تحديد نقاط القوة والضعف، ويمكن استخدام طرق مختلفة للحصول على التقييم مثل: الاستبيانات الذاتية المتوفرة على الانترنت، أو استشارة الأصدقاء، أو الزملاء للحصول على تعليقات صادقة.
  • تحديد الأهداف: إن كتابة قائمة بالأهداف المراد تحقيقها والتأكد من قابليتها للتحقق يعطي منظور أقوى حول ما ترغب به.
  • البحث عن مصادر التعلم: هناك مصادر تعلم عديدة متوفرة على الانترنت مثل: الكتب والمقالات، ودورات التدريبية والتعليمية على مواقع الكترونية متعددة مثل: يودمي، وكوسيرا، ومنصة إدراك وغيرها.
  • الممارسة: لا يجب الاكتفاء بالتعلم فقط بل يجب تطبيق وتوظيف ما تم تعلمه في العمل والحياة اليومية.

 

متى تحتاج إلى المهارات؟

كل مهنة أو وظيفة معينة في أي مجال أو قطاع عمل معين تحتاج إلى مهارات مخصوصة تختلف عن المهارات العامة، فمثلًا: المبرمج قبل التقدم للحصول على وظيفة يجب أن يتقن عدة مهارات في مجال عمله مثل: مبادئ البرمجة، لغات البرمجة، وبناء البرامج وغيرها، إتقان هذه المهارات وتطبيقها يرفعان فرص نجاحه. هذا لا ينطبق فقط على المبرمج فالمعلم يحتاج إلى عدة مهارات مثل: كتابة خطة تعليمية مفصلة، حل المشكلات التي يواجهها في الصف وغيرها.

 

لماذا من الضروري تطوير المهارات؟

هناك عدة أسباب تجعل تطوير المهارات أمر ضروريً في عصرنا التقني المتطور، ومن ضمن هذه الأسباب:

التطور التكنولوجي المستمر: مع التطور التكنولوجي المتسارع، يصبح من الضروري اكتساب مهارات تكنولوجية جديدة للإبقاء على حداثة معرفتك في أي مجال اخترته في العمل حتى لو كان التعليم.

التنافسية العالية في سوق العمل: مع ازدياد أعداد الخريجين والباحثين عن العمل، يحتاج الأفراد إلى التميز بمهارات خاصة وفريدة تجعلهم مميزين عند التقديم للوظائف، وبالتالي ارتفاع نسبة قبولهم فيها.

التحولات الاقتصادية: التغيرات الحاصلة في سوق العمل تستدعي امتلاك المهارات اللازمة للاستمرار في العمل أو الانتقال إلى مجالات جديدة، بالنسبة للشركات الموظفين ذوي المهارات العالية هم المرغوبين.

– النمو الشخصي والمهني: يساعد اكتساب مهارات جديدة على النمو الشخصي والمهني وتحقيق الأهداف والتميز في الحياة المهنية.

 

تطوير المهارات قبل التقدم للوظيفة

تعتبر مرحلة ما قبل التقدم للوظيفة من أهم المراحل التي يجب التركيز فيها على تطوير المهارات. هذه الفترة تتيح لك الوقت الكافي لتحضير نفسك لسوق العمل وضمان تميزك بين المتقدمين. يمكن تحقيق ذلك عبر:

  1. البحث عن متطلبات الوظيفة:

أي وظيفة في أي مجال لديها مهارات متخصصة، لذلك قبل البدء في تطوير أي مهارة من المهم عمل بحث شامل عن متطلبات الوظيفة، ويمكن متابعة الإعلانات الوظائف ومعرفة المهارات التي ترغب بها الشركات للمتقدمين، ثم حدد ما هي المهارات والمؤهلات اللازمة وقم بتطويرها

  1. تطوير المهارات التقنية:

بعض الوظائف تتطلب معرفة بعض المهارات التقنية المحدودة مثل: تحليل البيانات والتصميم الجرافيكي. يمكن اكتساب هذه المهارات عبر أخذ دورات تدريبية لتطويرها.

  1. 3. تنمية المهارات الشخصية:

تلعب المهارات الشخصية دور فعال عند اختيار الشركات المرشحين للوظائف فبعض المهارات كما: القيادة، التواصل الفعال، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، والتفاوض والاقناع  تكتسب أهمية كبيرة في مكان العمل كونها تعكس شخصية المتقدم.

  1. التجارب العملية:

بعد صقل المهارات نظريًا يأتي دور تنفيذها على أرض الواقع. يمكن اكتساب خبرة عملية من خلال العمل التطوعي لاكتساب خبرة ومعرفة بيئات العمل باختلافها، بالإضافة إلى التدريب المهني لتطبيق المهارات عمليًا.

  1. تحسين سيرتك الذاتية ورسالة التغطية:

بعد عملية تطوير المهارات يأتي دور وضعها في السيرة الذاتية، التي هي بمثابة مرجع مهم للشركات عن خبراتك وكفاءتك، لذا يجب كتابة سيرة ذاتية مفصلة عن كل خبراتك ومهاراتك.

  1. التعلم المستمر:

مع التطور التكنولوجي وظهور تقنيات وبرمجيات جديدة كل يوم يجب مواكبة التغيرات الحاصلة في سوق العمل، لمعرفة المتطلبات الجديدة للوظائف. الحرص على البقاء على اطلاع دائم على الأخبار والتطورات في مجال العمل، والتحاق بدورات تدريبية متخصصة.

  1. بناء شبكة مهنية:

بناء شبكة علاقات مهنية قوية عبر حضور فعاليات والمشاركة في الفعاليات المهنية خصوصًا التي تستقطب فيها الشركات الموظفين، أو ببساطة عبر إنشاء ملف تعريفي احترافي عبر منصة لينكدإن والتشبيك مع مختلف الأشخاص من نفس مجالك.

التغلب على التحديات الشائعة في تطوير المهارات

على الرغم من أن تطوير المهارات مجزٍ للغاية، إلا أنه ليس بدون تحديات. إليك بعض العقبات الشائعة وكيفية التغلب عليها:

  1. ضيق الوقت

الكثيرون يجدون صعوبة في تخصيص وقت لتطوير المهارات وسط جداولهم المزدحمة. المفتاح هو تحديد الأولويات وجعلها عادة. تخصيص 15 دقيقة يوميًا لتطوير مهارة يمكن أن تحدث فرقًا.

  1. الخوف من الفشل

الخوف من الفشل يعوقك من تجربة أشياء جديدة. تذكر، الفشل جزء طبيعي من عملية التعلم. تقبله كفرصة للنمو والتحسين.

  1. نقص التحفيز

الحفاظ على التحفيز قد يكون صعبًا، خاصة عندما تشعر أن التقدم بطيء. يمكن التغلب على ذلك بتحديد الأهداف بوضوح، ثم العمل عليها وتتبع مدى التقدم فيها ثم مكافأة النفس عند تحقيق أي إنجازات.

  1. زيادة المعلومات

مع وجود الكثير من الموارد المتاحة، من السهل الشعور بالإرهاق. التركيز على إتقان مهارة واحدة في كل مرة واختيار موارد عالية الجودة تتماشى مع أسلوب التعلم.

 

تطوير المهارات ليس أمر اختياري بل ضرورة في هذا العالم المتطور. عبر تحديد المهارات التي تحتاجها وتعلمها ووضع خطة لتطبيقها يمكنك تحقيق الكفاءة في الحياة الشخصية والمهنية. إن تطوير المهارات هو بداية الرحلة نحو تحقيق الذات.

Scroll to Top